الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

الإشاعة


إذا كانت الشائعة مستمدة من الفعل الثلاثي"شاع" فان الإشاعة من الفعل الرباعي"أشاع" وتعني أنها محمولة ومنقولة بواسطة أفراد متطوعين او مكلفين وبالوسائل والأساليب المختلفة التي تجعل منها مادة سهلة الانتشار
الإشاعة هي عبارة عن نشر خبر ما بصورة غير منتظمة،وبدون التحقق من صحته،والإشاعة تقوم بنشر الخبر بطريقة شبه سرية،ولا تذكر مصادره،وكثيرا ما تنشر أخبارا وهمية،وقد تكون حقيقية،ولكنها تلبسها كثيرا من التحريف والتحوير الذي يشوه صورة الحدث الأصلي.
يمكن تعريف الإشاعة،بأنها ضغط اجتماعي مجهول المصدر،يحيطه الغموض والإبهام،وتحظى من قطاعات عريضة بالاهتمام ويتداولها الناس لا بهدف نقل المعلومات،وإنما بهدف التحريض والإثارة وبلبلة الأفكار.
 تعددت التعاريف حول معنى الإشاعة،حيث يرى البعض ان الإشاعة هي ترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع،وهي تعمد في ذلك المبالغة والتهويل او التشويه حين تسرد خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقة،وذلك بهدف التأثير النفسي في الرأي العام
تعتبر الإشاعة التي يتم ترويجها بين الناس عن قصد او غير قصد من أهم الوسائل الدعائية،والإشاعة غير المقصودة تسمى" ثرثرة"،ويجد كل من ناقلها او مستقبلها لـذة في روايتها،وقد يجد بعض الناس متعة في رواية الإشاعة،ويكثر ترويج الإشاعات في زمن الحروب أكثر منها في زمن السلم وأوقات الهدوء والاستقرار.
وإذا كانت الحرب النفسية تهدف إلى إشاعة الفرقة والانقسام في صفوف"الخصم"وتحطيم معنوياته،وإلى تقوية الجبهة الداخلية وزيادة تماسكها وإلى كسب ود الدول المحايدة،وتوثيق أواصر الصداقة مع الدول الحليفة،فإن للإشاعات دوراً تؤديه في هذا كله،فالشائعات تلعب دوراً أساسيا في دعم اتجاهات التماسك الداخلي الدعاية البيضاء.
تكمن خطورة الإشاعات في أنها تساعد على نشر الخصومة والبغضاء بين أفراد المجتمع تمهيدا لتدمير استقراره النفسي من خلال نشر الفتن وتفكك وحدة المجتمع بحيث يصبح ممزقا
العمل على تدمير القوى المعنوية لدى"الخصم" وبث الفرقة والشقاق والرعب ،وتستعمل الإشاعة كستارة"دخان"لإخفاء الحقيقة،كما يمكن استخدامها كطعم لاصطياد المعلومات والحط من شأن مصادر الخصم

تلعب الإشاعة دورا فاعلا وخطيرا ،لأنها تثير عواطف الناس وتعمل على بلبلة الأفكار،ولها دور هام في الدعاية السوداء

تبرز الإشاعة دائما في أجواء الترقب والتوقع،وعدم الاستقرار واللاثقة
.
ـ وجود أجواء التوتر النفسي التي تخيم على المجتمع
ـ سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي،وتفشي ظاهرة البطالة في المجتمع

تجتاز الإشاعة قبل ظهورها وانتشارها وسريانها بين الناس ثلاث مراحل هي

ـ مرحلة الإدراك الانتقائي:إي إدراك الحدث أو الخبر من جانب شخص أو عدة أشخاص،ويرجع اهتمام هؤلاء بالحدث أو الخبر لمغزاه الاجتماعي في نفوسهم.
ـ مرحلة التنقيح بالهدف والإضافة:وذلك حتى تتلاءم العناصر المكونة للإشاعة مع بعضها البعض من جهة ومن ثقافة المجتمع من جهة أخرى.
ـ مرحلة الاستيعاب النهائي والانطلاق والانتشار :وذلك بعد أن تكون مستصاغة سهلة لاستيعاب متوافقة مع المعتقدات والأفكار والقيم السائدة في المجتمع.

تنقسم الإشاعات إلى ثلاث أنواع رئيسة هي

إشاعـة الإسقاط:أي التي تستطيع بها الأنا(الذات)حماية نفسها عن طريق إسقاط رغباتها الشاذة أو المكبوتة على عناصر البيئة الخارجية.
إشاعـة التبرير:يعتبر التبرير حيلة نفسية،يلجأ إليها الفرد عندما يعوزه الدليل العقلي والأسباب المنطقية،وهذه الحيلة قد تكون سبباً كافيا لاطلاق الإشاعة
إشاعـة التوقع:وهي تنتشر عندما يكون الناس مهيؤون لتقبل أخبار معينة أو أحداث خاصة مهدت لها أحداث سابقة كإشاعات النصر أو الهدنة  وغيرها،كما تنقسم الإشاعات إلى أنواع أخرى مثل:
"ـ الإشاعـة البطيئة الزاحفة ـ الإشاعة السريعة الطائرة ـ الإشاعة الهجومية".

أهم الإجراءات والأساليب لمقاومة الإشاعات نذكر ما يلي

ـ تعاون الناس في الإبلاغ عن الإشاعات والذين يروجونها.
ـ تكاتف وسائل الإعلام من أجل عرض الحقائق في وقتها،ونشر الثقة وتنمية الوعي العام .
ـ التوعية والإرشاد لتثبيت الإيمان والثقة،والثقة المتبادلة بين القمة والقاعدة.
ـ تولي الأمر في مواجهة هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة(الإشاعة) الى أهل العلم والمعرفة والخبرة والخلق والدين.
ـ ضرورة تفنيد الإشاعة بالحجج والبراهين والأدلة والحقائق الثابتة،من خلال قيام المسؤولين بتكذيبها والبحث عن مصدرها(منبعها الأولي) والقضاء عليها من جذورها،وكشف مروجيها وأغراضهم الخبيثة.
ـ يتعين على أفراد المجتمع الابتعاد قدر الإمكان عن الإشاعات،وعدم الهروب من الواقع الذي يعيشه الإنسان مهما كان قاسيا ومرا،مع ضرورة العمل المستمر والثقة بالنفس والإيمان بالله والكفاح والصمود،وعدم اليأس وسيادة المودة والمحبة بين أفراد المجتمع.
ـ العمل على تفحص الإشاعات ودراستها ومن ثم وضع خطة مضادة لها تكون قادرة على احتوائها،وهذا يقع على عاتق الخبراء والعلماء المتخصصين في مجالات علم النفس والاجتماع والإعلام والتربية،إضافة الى خبراء في المجالات الأمنية والاستراتيجية ،بحيث يكون من مهام هذا الجهاز دراسة الإشاعات وأبعادها وتأثيراتها على المجتمع،كذلك وضع خطط وبرامج مضادة .
ـ تخصيص مكتب للاستعلامات، لمقاومة الإشاعة،ويمكن الاتصال به على عدة أرقام هاتفية،بحيث يجيب المختصون على أي استفسار حول الإشاعات التي يتم ترويجها،وبذلك يتم القضاء على الإشاعة في مهدها قبل نشرها على الرأي العام


تلخيص لمقال ... الإشـاعـــات غــاياتـها وأساليــب مـواجهتهـا ... من منتدى الجامعات
مدونة بلدية أنصفني .... بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق