الأربعاء، 4 مايو 2016

و تحبون المال حبا جما


القول في تأويل قوله تعالى : ( وتحبون المال حبا جما ( 20 ) كلا إذا دكت الأرض دكا دكا ( 21 ) وجاء ربك والملك صفا صفا ( 22 ) وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ( 23 ) ) .
يعني تعالى ذكره بقوله : ( وتحبون المال حبا جما ) وتحبون جمع المال أيها الناس واقتناءه حبا كثيرا شديدا ، من قولهم : قد جم الماء في الحوض : إذا اجتمع ، [ ص: 416 ] ومنه قول زهير بن أبي سلمى :
فلما وردن الماء زرقا جمامه       وضعن عصي الحاضر المتخيم

 تفسير الطبري

 
إن معادلة جمع المال و الحصول عليه و إنفاقه معادلة دقيقة تتطلب اتزانا و مراعاة كثير من الأمور، إذ لا مكان للمال الحرام سواء كان مالا مسروقا أو مال رشوة و غيرها، كما أنه لا مسوغ من جمع المال و تكديسه و عدم إنفاقه و استخدامه استخداما مناسبا في الإنفاق على الذات "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما"، و إذا كان جمع المال ليس هدفا بحد ذاته كما سبق الإشارة، لذا جاء التأكيد أن جمعه دون الاستفادة منه قد يتحول إلى وبال "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم"، و نظرا لأن المال ما وجد إلا لمصلحة الأفراد و المجتمعات بغرض إنفاقه الإنفاق المناسب و الملائم دون تقتير أو إسراف و تبذير، لذا جاء الحث على هذا التوازن "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" و قوله "يا أيها الذين آمنوا خذوا زينتكم عند كل مسجد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق