الآن هم
رجال و أطر في هذه الدولة التي نتقاسم حبها شهدوا و عاشوا الكثير و الكثير من
اللحظات و منذ تأسيس بلدية أنصفني حيث كانوا أطفالا أو شبابا يافعين في تلك الأرض
النائية من ولاية الحوض الغربي تذكروا أنه ذات أيام مغبرة جرت أقتراعات أنتخابية،
حينها كان الصراع في أوجه بين الإخوة و بين الأصدقاء و بين الجيران.
إلى الآن
ما زالوا يتذكرون أحاديث و تجاذبات تلك الصراعات التي كان الأهل و الجيران يخوضون
فيها حيث كانت غالبيتهم حينها لا تفهم في السياسة ولا تعرف من الاحزاب سوى حزب
الدولة.
يتذكرون
الكثير من الأحاديث إحداهم تحكي بأسلوب بطولي أن أحد الوجهاء كان يعطي ثلاث بطاقات
هوية لكل فرد حتي يتمكن من التصويت في كل مكتب ما زالوا يتذكرون قول أحد أولادهم
أنه صوت ثلاث مرات ولم يكلفه ذلك سوي تغيير ملابسه على قلتها آنذاك.
و الصغار
ينصتون لأحاديث الكبار التي تدور حول صراعات السياسة في القرى الصغيرة و الأرياف
،كانت أقرب إلي الملاحم و الحروب الأهلية في ذهن هؤلاء الصغار المساكين حيث شكلت
انقسامات وا نشقاقات و شروخ و جروح ما زال بعضها غائرا لهذه اللحظة التي أكتب فيها
هذه السطور.
لكن
الصغار دار بهم الزمن فهو لا يتوقف أبدا أبدا و أصبحوا يعون شيئا فشيئا ماهية تلك
السياسة و محركاتها و وقودها ليكتشفوا أن النخب التي كانت تقود تلك الحقبة ماهي
إلا بيادق بيد المخابرات و المخزن كان يرسلها إلي تلك القرى و الارياف الفقيرة و
البائسة من أجل إذكاء الصراعات وشق صفوف العامة و تدويرهم في حلقة مفرغة من التيه
و الضياع ليعودوا بعد ذلك إلي قصورهم و بيوتهم في المركز من أجل استلام الغنائم و
المكافآت و ليذهب البسطاء و قراهم إلي الجحيم ! لا حديث عن الوطن و لا عن المستقبل
و لا عن حلحلة المشاكل العالقة و لا عن التنمية حتي كادت هذه القرى و الارياف
الفقيرة تلفظ أنفاسها.
في بلدية أنصفني و على مدى ما يزيد عن أربعين
سنة تم تحوير و تغيير بل و تزوير تقارير أمنية و مخابراتية تم فيها نفخ شخصيات و
تلميعها لتتم التعيينات و التسميات وفقا لتلك التقارير هذا العمل الخطير تم بإشراف
شخصيات نافذة على مستوى الحوض الغربي منهم وجهاء و وزراء في فترة ولد الطائع لنحصل
على ناتج متمثل في هذا المشهد الحالي الأعرج تماما لذالك لا مفاجئة فمن زور حصد.
لا أعتقد أن عين الإبرة قادرة على ابتلاع الجمل و الله يعلم المفسد من
المصلح و أنه على قدر حسن البدايات تكون النهايات.
المختار ولد أعبيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق