مقطوعة من قصيدة
مَــنِ الجــاذِرُ فـي زِيِّ الأَعـارِيبِ ** حُــمرَ الحِـلَى والمَطايـا والجَـلابِيب
إنْ كُـنتَ تَسـأَلُ شَـكّاً فـي مَعارِفِهـا ** فمَــنْ بَــلاكَ بِتَسْــهِيدٍ وتَعْــذِيبِ
لا تَجْـزِني بِضَنـىً بـي بَعدَهـا بَقَـرٌ ** تَجــزي دُمُـوعيَ مَسـكُوباً بِمَسـكُوبِ
ســوَائِرٌ رُبَّمــا ســارَتْ هَوادِجُهـا ** مَنِيعــةً بَيــنَ مَطعُـونٍ ومَضـرُوب
ورُبَّمــا وَخَـدَت أيـدِي المَطِـيِّ بِهـا ** عـلى نَجِـيعٍ مـنَ الفُرسـانِ مَصْبوُبِ
كـم زَورةٍ لَـكَ فـي الأعـرابِ خافِيـةٍ ** أدهَـى وقـد رَقَـدُوا مـن زورةِ الذِيبِ
أزُورُهُــمْ وسَـوادُ اللَيـلٍ يَشـفَعُ لـي ** وأَنثَنـي وبَيـاضُ الصُبْـح يُغْـرِي بي
قـد وافَقُـوا الوَحْـشَ في سُكْنَى مَراتِعها ** وخالَفُوهـــا بِتقْــويضٍ وتَطْنِيــب
جِيرانُهــا وهــمُ شَـرُّ الجِـوارِ لَهـا ** وصَحْبُهــا وهــمُ شَـرُّ الأصـاحِيبِ
فُــؤادُ كــلِّ مُحــبًّ فـي بُيُـوتهِمِ ** ومــالُ كُـلِّ أخِـيذ المـالِ مَحـروبِ
مـا أوجُـهُ الحَـضَرِ المُسْتحسَـناتُ بهِ ** كأوجُـــهِ البَدَويَّـــاتِ الرَعــابيبِ
حُسْــنَ الحِضـارةِ مَجـلُوبٌ بِتَطْرِيٍـة ** وفـي البِـداوةِ حُسْـنٌ غَـيرُ مَجـلُوبِ
أَيْــنَ المَعِــيزُ مِــنَ الآرامِ نـاظِرَةً ** وغَـيْرَ نـاظِرةٍ فـي الحُسْـنِ والطِّيـبِ
أَفـدِي ظِبـاءَ فَـلاةٍ مـا عَـرَفْنَ بِهـا ** مَضْـغَ الكَـلامِ ولا صَبْـغَ الحَواجِـيبِ
وَلا بَــرَزْنَ مِــنَ الحَمَّــامِ ماثِلــةً ** أَوراكُـــهُنَّ صَقِيــلاتِ العَــراقِيبِ
ومِـن هَـوَى كُـلِّ مَـن لَيْسَـتْ مُموِّهةً ** تَـرَكْتُ لَـوْنَ مَشِـيبي غَـيْرَ مَخضُوبِ
ومـن هَـوَى الصِّـدْق في قَولي وعَادتِه ** رَغِبْـتُ عـن شَـعَرٍ في الرأْسِ مَكذُوبِ
لَيـتَ الحَـوادِثَ بـاعَتْنِي الَّـذي أَخَذَتْ ** مِنّـي بحـلْمي الَّـذِي أَعْطَـتْ وتَجريبي
مَــنِ الجــاذِرُ فـي زِيِّ الأَعـارِيبِ ** حُــمرَ الحِـلَى والمَطايـا والجَـلابِيب
إنْ كُـنتَ تَسـأَلُ شَـكّاً فـي مَعارِفِهـا ** فمَــنْ بَــلاكَ بِتَسْــهِيدٍ وتَعْــذِيبِ
لا تَجْـزِني بِضَنـىً بـي بَعدَهـا بَقَـرٌ ** تَجــزي دُمُـوعيَ مَسـكُوباً بِمَسـكُوبِ
ســوَائِرٌ رُبَّمــا ســارَتْ هَوادِجُهـا ** مَنِيعــةً بَيــنَ مَطعُـونٍ ومَضـرُوب
ورُبَّمــا وَخَـدَت أيـدِي المَطِـيِّ بِهـا ** عـلى نَجِـيعٍ مـنَ الفُرسـانِ مَصْبوُبِ
كـم زَورةٍ لَـكَ فـي الأعـرابِ خافِيـةٍ ** أدهَـى وقـد رَقَـدُوا مـن زورةِ الذِيبِ
أزُورُهُــمْ وسَـوادُ اللَيـلٍ يَشـفَعُ لـي ** وأَنثَنـي وبَيـاضُ الصُبْـح يُغْـرِي بي
قـد وافَقُـوا الوَحْـشَ في سُكْنَى مَراتِعها ** وخالَفُوهـــا بِتقْــويضٍ وتَطْنِيــب
جِيرانُهــا وهــمُ شَـرُّ الجِـوارِ لَهـا ** وصَحْبُهــا وهــمُ شَـرُّ الأصـاحِيبِ
فُــؤادُ كــلِّ مُحــبًّ فـي بُيُـوتهِمِ ** ومــالُ كُـلِّ أخِـيذ المـالِ مَحـروبِ
مـا أوجُـهُ الحَـضَرِ المُسْتحسَـناتُ بهِ ** كأوجُـــهِ البَدَويَّـــاتِ الرَعــابيبِ
حُسْــنَ الحِضـارةِ مَجـلُوبٌ بِتَطْرِيٍـة ** وفـي البِـداوةِ حُسْـنٌ غَـيرُ مَجـلُوبِ
أَيْــنَ المَعِــيزُ مِــنَ الآرامِ نـاظِرَةً ** وغَـيْرَ نـاظِرةٍ فـي الحُسْـنِ والطِّيـبِ
أَفـدِي ظِبـاءَ فَـلاةٍ مـا عَـرَفْنَ بِهـا ** مَضْـغَ الكَـلامِ ولا صَبْـغَ الحَواجِـيبِ
وَلا بَــرَزْنَ مِــنَ الحَمَّــامِ ماثِلــةً ** أَوراكُـــهُنَّ صَقِيــلاتِ العَــراقِيبِ
ومِـن هَـوَى كُـلِّ مَـن لَيْسَـتْ مُموِّهةً ** تَـرَكْتُ لَـوْنَ مَشِـيبي غَـيْرَ مَخضُوبِ
ومـن هَـوَى الصِّـدْق في قَولي وعَادتِه ** رَغِبْـتُ عـن شَـعَرٍ في الرأْسِ مَكذُوبِ
لَيـتَ الحَـوادِثَ بـاعَتْنِي الَّـذي أَخَذَتْ ** مِنّـي بحـلْمي الَّـذِي أَعْطَـتْ وتَجريبي
فَمــا الحَداثــةُ مــن حِـلْمٍ بِمانِعـةٍ ** قـد يُوجَـدُ الحِـلْمُ فـي الشُبَّانِ والشِيبِ
أبو الطيب المتنبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق