الجمعة، 28 أبريل 2017

نـُذر الحوضين و "بشائر لعصابه"..! (تحليل) / عال ولد يعقوب

عال ولد يعقوب

لماذا تأخرت مبادرات أهل الحوض الشرقي لدعم التعديلات الدستورية حتى الآن، و سبقهم إخوانهم في لعصابه و آدرار- على غير العادة -؟ و هل الحراك الرافض للتعديل الدستوري في الحوضين ينذر بتمرد قبلي على سلطة الدولة ، وهل للأمر علاقة بتخلي السلطة عن نظام المحاصصة، والتوازنات التقليدية المعمول بهما منذ استقلال الدولة؟ أم أن الأمر مجرد شحنة سالبة من الغضب والاستياء يغذيها صراع الأجنحة و التحالفات داخل هذه المجموعات؟
يرى الكاتب فيليب مارشزين في كتابه " القبائل، الإثنيات و السلطة في موريتانيا" أن الأجيال الموريتانية المتعاقبة مارست العمل السياسي انطلاقا من قيم قبلية و جهوية و فئوية، ظلت حاضرة لدى النخب السياسية، وقد تمسكت الأنظمة السياسية المتلاحقة بهذه القيم و الممارسات، حيث جعلت من المحاصصة و التوازنات القبلية و الفئوية أداة استقرار، بدل اعتماد آليات و أساليب في الحكم تفضي إلى استقرار التنمية و العدالة".
و يعتقد الكاتب أن " المحاصصة تبقى في نهاية المطاف – و إن كانت حققت و ستحقق لبعض الحكام البقاء لفترة من عمر الدولة، و لبعض الموظفين ممن ساحوا في نعمها وزراء أو مدراء -، تبقى لغما يهدد وجود الدولة، و وحدة شعبها"، ذلك أن المحاصصة حسب اعتقاده تـُغيب الأساليب الكفيلة ببناء دولة حديثة ،وتصنع بيئة تنمو في أكنافها المسلكيات المعيقة للتنمية، كالرشوة و المحسوبية و الزبونية، بحيث تصير الوظائف السامية، و مراكز القرارات ذات التأثير على مصير الدولة قطعا من الكعك يوزعها الحاكم، وفق مبدأ مقايضة الولاء بالسلطة أو النفوذ، إذ لا عبرة بالكفاءة.
و يستنتج الكاتب أن المحاصصة السياسية محاصصة في الاقتصاد و الثروة بشكل عام.
و إذا كان البعض يتهم النظام القائم في موريتانيا بصناعة طبقة جديدة من رجال الأعمال، و تضييق الخناق على أخرى، فإنه عجز في نفس الوقت عن تجديد الطبقة السياسية رغم دعواته المتكررة إلى ذلك، مما سمح بصعود بعض الشخصيات و خاصة في منطقة الحوض الشرقي، مستفيدة من رحيل زعامات تقليدية غيبها الموت خلال السنوات الأخيرة كانت كلمتها مسموعة، و تأثيرها محسوسا، من أمثال الشيخ حمه ولد الشيخ سعدبوه، و الشيخ محمد لمين،أحبيب ولد النيني و آخرين، و تقاعس شخصيات أخرى عن العمل السياسي تحت ضغط التقدم في السن، هذا بالإضافة إلى تنامي نفوذ العسكر في مجال التعيينات والحصول على المناصب السامية و الامتيازات، الأمر الذي عزز من شعور معظم الأطر بالتهميش رغم ثقل وزنها القبلي أو الانتخابي.
إن تضافر هذه العوامل ولد حالة من الاحتقان ربما تفسر التصعيد الأخير و نبرة التهديد التي هيمنت على خطابات بعض المجموعات، و تقاعس أخرى عن التبرء من المتمردين فيها ممن عارضوا التوجهات الأخيرة للسلطة جهارا نهارا.
و لعل تخلي النظام عن العزف على وتيرة المحاصة عندما أقال أحد أبرز أطر " أجمان" و ساستها قبل فترة قصيرة، زاد من نقمة هذه المجموعة، و التي ظلت لفترة تشعر بالغبن مقارنة مع ما حظيت به جماعة أخرى من نفس الحلف أقل منها "مالا و ولدا" طيلة فترة تقلد مولاي ولد محمد لقظف منصب الوزير الأول في موريتانيا.
و مما زاد الطين بلة الجفاء الشديد بين الزمر المتصارعة من التحالفين المحسوبين على الوزير الأوليين مولاي و يحي ، و تجييش الإعلام ضد بعضهما البعض في إطار حملة غير مسبوقة بهدف تقزيم شخصية أو تضخيم أخرى.
هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى فإن نظرة سريعة على خريطة البرجوازية الصغيرة الصاعدة، يبرز بوضوح هيمنة رجال أعمال شباب صعدوا بشكل صاروخي في عالم المال و الأعمال، من خلال الكسب السريع و المرتفع، مما عرضهم للانتقادات لاذعة وسط شكوك قوية بعلاقة عضوية تربطهم بالحاكم، و شائعات بحصولهم على تسهيلات و امتيازات و صفقات في جميع قطاعات الدولة، وهو ما دفعهم إلى مبادرة التأكيد على تقديم الولاء لولي النعمة، من خلال تظاهرتين مشهودتين هما " بشائر لعصابه" و " أوفياء للوطن".
و مع أن حجم التظاهرات و المبادرات " النواكشوطية" لا يعبر بوضوح عن مدى القبول أو الرفض للتعديلات الدستورية المرتقبة – حسب ما يرى مراقبون- إلا أن تمرير هذه التعديلات الدستورية لن يمر بسهولة في هاتين الولايتين - حسب المتابعين- ، لأن درجة كبيرة من السخط على معظم الوجوه التي تتصدر المشهد السياسي تسري بين معظم المجموعات الفاعلة في هذا الحيز، مما يستوجب الدفع بأخرى و تمكينها من حل فوري لبعض المشاكل الملحة في إطار تشاوري، لا يقصي" فلان" لحساب " علان"، و يأخذ في عين الاعتبار المعطيات القديمة في الوصول إلى المناصب و الحصول على الامتيازات .

عال ولد يعقوب

الثلاثاء، 25 أبريل 2017

صور من بلدية أنصفني
























تدوينات من أعلام و شيوخ






كونوا قوامين بالقسط

للذين يدافعون عن اللصوص ويبحثون عن تبرير لهم نقول ماقال الله لنبيه صلي عليه وسلم  
  وﻻتجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله ﻻ يحب من كان خوانا أثيما  
وذالك حين أراد اﻷنصار أن يقنعوه أن ابنهم بريء وأن السارق يهودي أراد اﻷنصاري توريطه برمي المسروق في بيته فانتصر القرآن لليهودي البريء رغم عداوة اليهود لدينه وعاتب اﻷنصار علي وقوفهم الخاطئ مع
ابنهم السارق الذي دلس عليهم رغم أنهم أنصار الله ورسوله فقال
 ها أنتم هؤﻻء جادلتم عنهم في الحياة الدتيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أمن يكون عليهم وكيﻻ  
وامتن علي رسوله وحبيبه عليه الصﻻة والسﻻم فقال ولوﻻ فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك ومايضلون إﻻ أنفسهم وما يضروتك من شيء  

تلكم عدالة السماء لمن يريد اﻹرتقاء أما غيرها فاﻻنسفال واﻻنحطاط

يأيها الذين آمنوا كونوا قومين بالقسط شهداء لله ولو علي أنفسكم أو الوالدين واﻷقربين إن يكن غنيا أوفقيرا فالله أولي بهما فﻻ تتبعوا الهوي أن تعدلوا
 
ومعني قوله جل ذكره ﻻيحملنكم غني الغني علي محاباته طمعا فيه وﻻفقر الفقير رحمة به فالعدل في مفامه هو الرحمة وتركه بدعوي الرحمة عين الظلم واتباع الهوي و ليس من الرحمة في شيء وجاء التهديد للذين ينحرفون بالعدل ويعرضون عن إستقامته إلي التواء طرق الظلم والجور 

 وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا

الشيخ محفوظ ابراهيم فال