محمد عبد الله ولد أعبيدي المعروف بباهي
أسألك اللهم عمرا عريضا
كان إبن سينا يقول : اللهم إني أسألك عمرا عريضا أي عمرا حافلا بالإنجاز فقد رحل عن هذه الدنيا و لم يبلغ من العمر سوى الخامسة و الثلاثون و يمكن القول أن حياة أول إطار من بلدية أنصفني و مقاطعة لعيون في قطاع العدالة الموريتاني المغفور له محمد عبد الله ولد أعبيدي المعرف بباهي قد تحقق فيه هذا الدعاء ولد باهي في لعيون بولاية الحوض الغربي الموريتانية عام 1954 لأسرة نبيلة عرفت أمها فاطمة بنت محمد لمين بالهمة العالية و حب الخير و أبوه هو محمد غالي ولد أعبيدي غني عن التعريف فهو قامة سامقة عرف بالورع و التقى و بالكرم
على درب القلب
كان محمد عبد الله ولد أعبيدي مثال للرجل صاحب العقل الكبير فقد تعلم و أتقن تخصصه و بحث عن الحقيقة و آمن بأن أساس الإلتزام هو المحبة القلبية الوالهة حقائق من لحم و دم لا قوالب ذهنية مجردة فلم يكن باهي رحمه الله حياديا بين العقل و القلب بل مال إلى جانب القلب دائما
فكما يقول الشاعر و العلامة محمد إقبال
و جائزة الحر غير الخمور و غير الغواني و غير الخيام
على الطعم يسقط من لا يطير و من لا يحلق فوق الغمام
بحر من الأفكار
خلف محمد عبد الله ولد أعبيدي بحرا من الأفكار في مذكراته و كتاباته و في رؤوس أبنائه و أبناء أسرته الكبيرة و منها أقتبس كل محب له و كل باحث عن درب العطاء و الحكمة الوفيرة طريقه في تمحيص الفكر و البحث الرصين
عاشق القرآن
عشف باهي كلام الله بلى و هو المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المعجز بلفظه المتعبد بتلاوته المنقول إلينا بالتواتر المبدوء بسورة الفاتحه المختوم بسورة الناس و قد أسرته آياته و وله في تمعنه و قرائته حتى أصبح لا يفارقه أبدا متفكرا فيه متمعنا في معانيه لا يفتر من صحبته
فكر تركيبي
عرف المرحوم بحدة ذكائه و ثقافته و بعمق تفكيره و بإهتمامه بعلم الأجناس و ثقافات الشعوب و آمن بأن إنكار الخصائص الثقافية لشعب من الشعوب يُعد نفيًا لكرامته و عرف بين أقرانه بالانفتاح على ثقافات العالم مع المطالبة الدائمة بالاحتفاظ بخصوصية ثقافة كل شعب و حقه في الدفاع عن جذوره الثقافية
ريادة و تجديد
كان المغفور لم يأكد على التمييز بين الثقافة بمعناها الإنسانى و الثقافة بمعناها الأنثروبولوجى، باعتبارها نهجًا كاملا و متميزًا و أنّ ثقافة أى بلد تعكس تاريخه و أخلاقياته و كان من المُدافعين عن الخصوصية الثقافية لكل شعب مع ضرورة أنْ تؤخذ رغبات الشعوب فى التأكيد على هويتها الثقافية و التعبير عنها سياسيًا
نفس أبية
كان محمد عبد الله ولد أعبيدي يحمل بين جنبيه نفس أبية و كان يتصف بشمائل نادرة أجملها بعض محبيه في الفطنة و الذكاء و الوداعة و الجرأة و الوفاء و الإقدام و الشهامة و الصلابة في الحق و لباقة الحديث و الحدب على المرافقين كما أنه كان يحمل هم الضعفاء أينما حل و أرتحل
عز العبودية لله
يمكن تلخيص طريقة تفكير المغفور له في ثلاث كلمات هي عز العبودية لله و نفي الذات و التواضع المطلق و الخضوع في العلاقة بالخالق و بإثبات الذات و العزة و الثقة بالنفس في العلاقة بالمخلوق
فكما يقول العلامة محمد إقبال
أنت عبد الله فألزم ليس للحر تحول
ما سوى عز العبودية لله تسول
رحم الله محمد عبد الله ولد أعبيدي و غفر له و أدخله الجنان إنه هو القادر على ذالك